ما بال الطلبة لا يأبهون بأهدافهم، خاصة أنهم في المرحلة الجامعية. فبينما كنت في إحدى محاضراتي في الجامعة، وجّهت المحاضرة سؤالاً للطلبة بشكل عفويّ، "ما هدفكم من دخولكم الجامعة؟ أو لماذا تدرسون في الجامعة؟".
ظهرت علامات حيرة، وعلامات تهرّب وأخرى تعبر عن اللامبالاة على وجوه بعض الطلبة، أجاب أحدهم بكل برود:"عادي مثل الجميع" ، فيما آجاب أخر: "هيك أهلي بدهم"، وقالت طالبة: "كل العيلة متعلمين، وأنا منهم"، وقالت أخرى: "عشان يحكوا عني متعلمة، أصلا آخرة الشهادة بالخزانة"!، وأجاب أحدهم وأنقذ المعلمة من ذهولها أمام تيارات الأجوبة الصادمة، وقال بثقة: "أنا هنا لأحقق ذاتي، وأنا أتعلم بناءً على رغبتي ولكي أفيد نفسي ثم أفيد مجتمعي، وأكون ممن يساهمون في بناء هذا المجتمع وليس عالة عليه"، جاءت كلماته مضمّدة لدهشتي أيضاً..
هذا موقف وللأسف كحاله الكثير.
هذا موقف وللأسف كحاله الكثير.
من منا سأل نفسه ذلك السؤال؟ .. انظروا لأنفسكم، وحدّدوا من أنتم؟ من هؤلاء؟، اختاروا إما أن تكونوا صادمين لغيركم ولأنفسكم، أو أن تكونوا مضمّدين مهرة لأنفسكم وللآخرين.
فنسبة ضئيلة وربما تتلاشى من الطلبة ذوي الأهداف الواضحة، والباقي .. الباقي بلا أهداف!، أو ربما هناك أهداف ولكنها مشوّهة الملامح وذات نظرة قصيرة المدى، إذ لا ينظرون أبعد من مستوى نظرهم.
لكل طالب ولكل مقبل على التعليم، بل ولكل انسان، قفوا أمام المرآة واسألوا أنفسكم "من أنا؟، من أنا الآن وغد وبعد غد وبعد بعد غد...؟" جربوا ذلك ولمرّة واحدة، اقتحموا ما وراء المرآة وانظروا بعين فاحصة، اذهبوا برحلة إلى المستقبل القريب والبعيد.
خذوا معكم ما يلزمكم، خذوا سلاحكم(علمكم)، هو وسيلتكم كي تحققوا غاياتكم، ثقوا بأنفسكم، خططوا لحياتكم جيداً، اكتبوها على ورق ونفذوا ما تكتبون، ولا تجعلوها سارية بدون مفعول، بل فعّلوها ارسموها ولوّنوها بإيمانكم وبما تنجزون، كونوا كما تريدون وستنجحون، فالنجاح لا يرتبط بمدى ذكائك، وإنما بمدى إصرارك على بلوغ الهدف.
واعمل بقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ).
0 التعليقات:
إرسال تعليق
أي تعليق مسيئ أو يحوي كلمات لا أخلاقية سيتم حذفه .. شكرا لكم