غريب في وطنك !

غريب أنت في وطنك، أغراب من حولك، يرمقونك بنظرة اشمئزاز، غير مرغوب، أنت في المكان الخطأ، تشعر وللحظة أنك ستكون بعض لحظات ضحية ..
تسير في شوارع فارهة، ومحلات تحتوي ما لذ وطاب، وحلال وحرام !
المنطقة تصميمها وكأنك في أحد شوارع روما ..
إنها مأمن الله، أقصد "ماميلا" .. في غرب القدس بل في قلبها ..
حرّفت وهوّدت وأزيلت ونُكّشَت .. وفي النهاية أصبحت "كنيون" نأتي إليه لندعم اقتصاد المحتلة إسرائيل !
حتى الوطنية عن بعض الناس قد حرّفت !

تراهم يتوافدون إلى ما حرّف اسمه "ماميلا"، يلتهمون البضائع ويتباهون بالمظاهر، وإن سألتهم لماذا تأتون هنا؟ يبتسمون ابتسامة وطنية ويقولون هذه أرضنا ولن نتركها ونأتي هنا لكي نُري الشعب اليهودي أننا هنا ولن نتركها أبداً !!

أتعجب بصمت لهؤلاء!
 ألا يدرون أنه هنا مكان تبخترهم وتبضّعهم من البضائع "الإسرائيلية" كانت مقبرة مأمن الله؟! وأنها احتوت قبوراً لصحابةٍ من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
ألا يدرون أنها أزيلت بكاملها بجرافة شرسة، ولم يأبهوا حتى لحرمة القبور؟!
وأن العظام ذهبت حيث لا ندري إلى المجهول!
ألا يدرون حتى أن اسمها أصلا "مأمن الله" وليست "ماميلا" حسب ما يرددون؟!
ألا يشعرون بأدنى ذنب؟!!!
نسوا أو حتى لم يسمعوا بمن وقفوا وصرخوا وجاهدوا لأجل الارض ودفعوا حياتهم ثمناً، فقلوبهم صمااء خرساء عمياء .. مسكينة!!
إسرائيل لا تدوس الأرض فقط، بل تدوس كرامتها وكرامة شعبها .. ألا يفهمون؟!

مثل هؤلاء الناس باعتقادي أنه لو سلب بيتهم أو أرضهم وتحول إلى "كنيون" إسرائيلي سيأتون إليه مهرولين ويشترون من بضائعه بحجة أنه .. أرضهم !!