متاهة
كمن يتخبط تيهاً، يبحث عن مخرج في متاهة كبيرة مظلمة، متاهة من نوع آخر، تُعرف مخارجها، ويُعرف أيضاً أنه ربما يكون هناك شبحٌ ينتظرك فتعود لتبحث عن آخر وتفاجأ بشبح آخر من نوع آخر، وهكذا ....
أيّ حرب أعصاب تلك !، هذا هو حال الطالب المقدسي في الجامعات الفلسطينية على الحواجز الإسرائيلية، وحال كل من يودّ العبور إلى القدس.
تبدأ تحرياتنا في طريقنا إلى الحاجز العسكري مع أصدقاء ربما سبقونا، فيطلعونا بما صادفهم في هذا اليوم على الحاجز " هل مروا بسلام؟ بالسيارة أم مشاة؟ أي حاجز والا "عاللفة"؟ كم استغرق وقت الإنتظار في الطابور الطويل؟ أي مسلك أسرع؟ (نادراً ما يكون هناك أكثر من مسلك واحد)" ، يعني "حظك يا أبو الحظوظ".
بالإضافة إلى كل ذلك أنه في كل مرة يتردد إلى مسامعنا تطبيق قانون جديد أو أنهم قد ألغوْا القانون القديم واستبدلوه بآخر جديد (بالطبع ليس لمصلحتنا).
تارةً يطبقون قانوناً يسمح لكبار السنّ والنساء الحوامل بالبقاء في الحافلة أو السيارة، وتارةً أخرى يجبرونهم على الترجّل منها والسير مع ركب المشاة في انتظار دورهم.
يبعد بيتي بضع مئاتٍ من الأمتار عن الحاجز العسكري، إلا أني عاجزة عن الوصول إليه بظرف خمس دقائق ولا حتى عشر دقائق، ربما أصل بعد ساعات من يدري ! ، لا أحد يدري أين مخرج تلك المتاهة.
ربما يأتي صوت صارخ يقول لك: "إرجع لِ وغا"، وربما يُغلق المسلك عندما يحين دورك، وربما وربما ...، أشباح تلك المتاهة كثيرة ومخيفة، لكنها بنفس الوقت جبانة، فمهما أخافتنا وعرقلتنا وأغلقت الأبواب في وجوهنا لن تنال منّا، ولن تبعدنا عن قدسنا ..
ويبقى الأمل موجوداً عامراً بقلوبنا .. بأن يأتي يوم قريب وندخل القدس بلا حواجز بلا متاهات بلا أشباح :)
1 التعليقات:
بتجنن بجد حلوة كتييير...
إرسال تعليق
أي تعليق مسيئ أو يحوي كلمات لا أخلاقية سيتم حذفه .. شكرا لكم